ألم الحوض المزمن Chronic Pelvic Pain
ألم الحوض المزمن Chronic Pelvic Pain
ألم الحوض المزمن مازال الكثير من المعلومات مجهولة عنه وبالتالي فإن علاجه أيضا يكون غير معروف جيدا, وأفضل الطرق لعلاج هذه الحالة يكون باستخدام نهج متعدد التخصصات, كما يحتاج العلاج إلى معرفة بكل الأعضاء الموجودة بالحوض والأجهزة الأخرى التي تشمل الجهاز الهيكلي العضلي والجهاز العصبي.
وعدد كبير من مرضى ألم الحوض المزمن قد يكون لديه العديد من المشاكل المصاحبة, والتي تشمل اضطراب وظيفة المثانة أو الأمعاء أو اضطراب الوظيفة الجنسية وغيرها من الأعراض الجهازية, كما قد توجد مشكلات أخرى مصاحبة مثل الاكتئاب والقلق والإدمان.
تولد المرض
تولد ألم الحوض المزمن معقد ومتعدد العوامل وهو مازال غير واضح.
انتشار المرض
ألم الحوض المزمن هو مشكلة شائعة.
يصيب ألم الحوض المزمن سيدة من كل 7 سيدات.
وفق إحدى الدراسات كانت نسبة الإصابة 39% بين السيدات اللاتي يترددن على عيادات الرعاية الصحية الأولية.
وفق التقارير كانت نسبة ألم الحوض المزمن هي 10% من الحالات التي تم إحالتها لأطباء أمراض النساء.
حسب نتائج إحدى الدراسات كانت حالات ألم الحوض المزمن أكثر انتشار بين السود.
تكون حالات ألم الحوض المزمن أكثر شيوعا بين النساء في سن الإنجاب.
تشمل الأسباب الشائعة لألم الحوض المزمن عند الرجال الالتهاب غير الميكروبي المزمن للبروستاتا, وألم الخصية المزمن, وألم البروستاتا.
يكون ألم الحوض المزمن أكثر شيوعا عند النساء في سن الإنجاب وخاصة في عمر 26–30 سنة.
الاعتلالات والوفيات
كما يحدث مع الآلام المزمنة الأخرى فإن الألم المزمن بالحوض قد يؤدي إلى معاناة لفترات ممتدة, ومشكلات زوجية وأسرية, أو فقدان للوظيفة أو عجز, وأيضا العديد من التأثيرات الجانبية للأدوية التي يتناولها المريض لفترات طويلة.
الأعراض والعلامات
التعريف المقترح لألم الحوض المزمن هو أنه ألم غير مرتبط بنزول الطمث وهو يستمر لمدة 3 شهور أو أكثر ويكون موضعه بالحوض التشريحي كما يكون شديد بدرجة كافية للتسبب في إعاقة وظيفية ويحتاج لعلاج طبي أو جراحي, ويوجد اتفاق بين جميع الهيئات الطبية على أن المرضى يجب تشخيص حالاتهم كألم مزمن بالحوض عند حدوث ألم يكون موضعه في الحوض بالمقام الأول لمدة أكثر من 3–6 شهور.
يكون للتاريخ المرضي أهمية في حالات ألم الحوض المزمن لتعدد أسبابه ووجود اضطرابات مصاحبة, كما توجد أيضا أهمية لتقييم حالة المريض من خلال الأخذ بالمشورات الطبية المناسبة, وكذلك إجراء مراجعة مفصلة لأجهزة الجسم التي تشمل الجهاز التناسلي والجهاز الهضمي والجهاز العضلي الهيكلي والجهاز البولي.
توجد أهمية لتناول التاريخ المرضي السابق بشكل كامل وذلك لتجنب تكرار التدخلات الجائرة أو المكلفة.
التركيز أثناء تناول التاريخ المرضي على تمييز الألم والذي يمكن أن يؤدي إلى تشخيص مناسب وعلاج ملائم.
سؤال المريض عن موضع الألم ونوعه والعوامل التي تفاقم من الألم, ففي متلازمة احتقان الحوض على سبيل المثال يرتبط الألم بوضع المريض ويزيد في نهاية اليوم, وفي حالات الانتباذ البطاني الرحمي يكون الألم عادة أثناء أو بعد الجماع, ويتم أثناء فحص المريض سؤاله عن العوامل التي تريح الألم فعلى سبيل المثال تقلل الراحة من الألم العضلي الهيكلي, وأيضا يطلب من المريض وصف نوع الألم والذي قد يكون ألم نابض throbbing أو ساحق crushing أو بارق shooting أو وخزي pricking أو ثاقب boring أو طعني stabbing أو رامح lancinating أو حاد قاطع sharp cutting أو ممزق lacerating أو ضاغط pressing أو تشنجي cramping أو سحبي pulling أو قرصي pinching أو لسعي stinging أو حارق burning أو انشطاري splitting أو نافذ penetrating أو عاصر squeezing أو ألم ممل dull aching, كما يكون وصف انتشار الألم وإشعاعه pain radiation مهم لتقييم الألم العصبي وكذلك شدة ودرجة الألم.
يتم تناول التاريخ المرضي المرتبط بالأجهزة المختلفة والمحددة بالجسم والتي تشمل الشكوى المرتبطة بأمراض النسا والولادة مثل زيادة النزف مع الطمث والذي قد يكون مؤشر لوجود أورام ليفية بالرحم, أو الشكوى المتعلقة بالمسالك البولية مثل كثرة التبول وإلحاح التبول الذي قد يكون مؤشر لوجود التهاب بالمثانة, أو الألم المزمن بالحوض – الذي يكون شائع عند النساء اللاتي لديهن ألم مزمن بالحوض – بسبب حدوث التصاقات للقولون السيني – والذي يكون مصحوب بأعراض بالجهاز الهضمي, أو الولادة التي يكون فيها إطالة للمرحلة الثانية أو بضع الفرج episiotomy أو تمزقات والتي قد تكون مؤشر لحدوث اضطراب استرخاء قاع الحوض, أو الألم الحارق المستمر الذي يمثل شكوى شائعة في حالات الألم الفرجي العصبي pudendal neuralgia, والألم نفسي المنشأ الذي يرجح وجوده بعد استبعاد الأمراض العضوية المسببة لألم الحوض المزمن والذي قد يكون مؤشر لحدوث حالات مثل الاعتداء الجنسي قبل سن 15 عام والتي تسبب ألم مزمن بالحوض في سنوات متأخرة, أو اضطراب الجسدنة somatization disorder الذي يشيع وجوده عند السيدات اللاتي لديهن ألم مزمن بالحوض.
الأسباب
العديد من الاضطرابات بالجهاز التناسلي والجهاز الهضمي والجهاز البولي والجهاز العضلي الهيكلي قد تساهم في التسبب في ألم الحوض المزمن, وفي بعض الحالات قد يوجد العديد من الأسباب عند نفس المريض.
قد يحدث ألم الحوض المزمن نتيجة اضطرابات تناسلية داخل الرحم والتي تشمل الانتباذ البطاني الرحمي, والالتصاقات, والحمل خارج الرحم, والتهاب بطانة الرحم أو البوق الناجم عن المتدثرة, والمتلازمات التي تصيب المبيض, ومتلازمة احتقان الحوض, والتكيسات التالية للجراحة بالصفاق, والتهاب البوق الدرني.
الاضطرابات بالرحم والتي تشمل العضال الغدي adenomyosis والتهاب بطانة الرحم المزمن, وعسر الطمث الغير نمطي أو ألم الإباضة, أو تضيق عنق الرحم, والزوائد اللحمية بالرحم أو عنق الرحم, والأورام العضلية الملساء, واسترخاء قاع الحوض ( تدلي الأعضاء التناسلية genital prolapse ), ووجود وسيلة لمنع الحمل داخل الرحم.
الاضطرابات بالجهاز البولي والتي تشمل أورام المثانة البولية, والعدوى المزمنة بالمنطقة البولية, والتهاب المثانة الخلالي, والتهاب المثانة إشعاعي المنشأ, والتهاب المثانة المتكرر, والالتهاب المتكرر لمجرى البول, والحصوات البولية, ورتوج مجرى البول.
الاضطرابات العضلية الهيكلية والتي تشمل ألم عضلات ولفافة جدار البطن, والكسر الناتج عن انضغاط الفقرات القطنية, والألم الليفي العضلي, وألم الكدمات بأسفل الظهر, والألم العصعصي المزمن, وتوتر والتواء العضلات, وتشنج العضلة الرافعة للشرج, والانفتاق (مثل الفتق الأربي أو الفخذي أو السري)
اضطرابات القناة الهضمية والتي تشمل سرطان القولون, وانسداد الأمعاء المزمن المتقطع, والتهاب القولون, والإمساك المزمن, وداء الأمعاء الالتهابي, ومتلازمة القولون العصبي.
الاضطرابات العصبية التي تشمل الألم العصبي, أو انحباس عصب جلدي بسبب تليف بالجزء السفلي من البطن, أو العدوى بفيروس الهربس النطاقي, أو انفتاق القرص الغضروفي بين الفقرات, وأورام الحبل النخاعي أو العصب العجزي.
أسباب نفسية المنشأ والتي تشمل الاكتئاب, واضطرابات الشخصية, واضطرابات النوم, والاعتداء البدني والجنسي.
من الأسباب الشائعة لألم الحوض المزمن عند الرجال التهاب البروستاتا المزمن الغير ميكروبي, وألم الخصية المزمن, وألم البروستاتا.
الفحوص
يتخذ قرار عمل فحوص معملية أو فحوص أشعة عند مرضى ألم الحوض المزمن عند الاحتياج للتأكد من التشخيص وللمساعدة في استبعاد أمراض أخري يمكن أن تكون مهددة لحياة المريض, كما أن بعض الفحوص تكون ضرورية لعلاج المريض بالوسائل الطبية والجراحية المناسبة.
صورة الدم الكاملة وسرعة الترسيب تعطي مؤشر يفيد في التعرف على حالات الالتهاب أو العدوى وأحيانا الأورام الخبيثة.
تحليل البول.
تحليل البراز.
فحوص الأمراض المنقولة جنسيا.
فحص الهرمون المنبه للغدة الدرقية, والمنبه للجريبات وهرمون الإيستراديول.
الفحص بأشعة الرنين المغناطيسي يمكن أن يعطي معلومات جيدة عن بنية الأنسجة.
الأشعة المقطعية تكشف عن الأورام بالحوض كما يمكن أن تساعد في التمييز بين أورام المبيض وأورام الرحم.
أشعة الموجات فوق السمعية تساعد في الكشف عن أورام الحوض أو التكيسات بالحوض.
صور أشعة إكس على الفقرات تساعد في الكشف عن وجود كسور أو عدوى أو أورام, كما تساعد صور الأشعة على البطن في التعرف على وجود انسداد معوي.
عمل فحص منظار للقولون والمعدة والأمعاء.
العلاج
يحتاج المريض عادة لعلاج محدد حسب كل حالة, وأيضا يحتاج لعلاج بدني ونفسي في ذات الوقت.
يهدف العلاج إلى الحفاظ على الوظيفة الطبيعية أو الحد الأدنى من الإعاقة, والحفاظ أيضا على نوعية أفضل للحياة, كما يهدف لمنع تكرار حدوث الأعراض المزمنة.
يشمل العلاج الدوائي مسكنات الألم.
العلاج الطبيعي يساعد في تخفيف الألم والانقباض الزائد للعضلات.
يشمل العلاج النفسي طمأنة المريض, والاستفادة من المشورات الطبية والعلاج بالاسترخاء, والتخلص أو التقليل من الضغوطات.
في بعض الحالات تستخدم وسائل جراحية لعلاج ألم الحوض المزمن مثل استئصال العصب أمام العجز presacral neurectomy أو بتر العصب حول عنق الرحم paracervical denervation.
لتحصل على معلومات حول كيفية علاج الألم من خلال إحدى وسائل التواصل الموجودة في الأيقونة الدائرية على يمين الشاشة.
د. صالح عطية