في ليلة شباطية بغدادية باردة اجتمع رواد المعرفة والثقافة في رواقهم
المفضل رواق المعرفة ليملؤها دفء بشغفهم لسماع محاضرتي (كاتب هذه السطور
الدكتور رافد الخزاعي) لتسليط الضوء على مشكلة تجابه المجتمع بصورة واسعة
ومدار حديث الغرف المغلقة نتيجة الحياء والجهل بمواضيع الجنس والممارسة
الجنسية مما تولد مشاكل جمة للأسرة وتولد توترا مستمر في علاقة الزوجين مما
ينعكس سلبا على تربية الأطفال كم تشهد المحاكم من حالات طلاق وانفصال وكم
من جريمة ارتكبت بحق إناث نتيجة هذه المشكلة وهي (العجز الجنسي لدى
الجنسين).
إن مشكلة العجز الجنسي الأساسية عند الرجال هي أن الذين يعانون منها لا
يتحدثون عنها إلا نادرا لارتباطها في الفحولة ويؤدي هذا الحال بالطبع إلى
ندرة النقاشات والدراسات حول ذات الموضوع، وربما يكمن سبب هذا التحفظ في
ارتباط العجز الجنسي في أذهان البعض بعملية الشيخوخة، الموت المبكر وذلك
لعقلية الفحولة المرتبطة بالأدب والشعر والموروث الشعبي.
المشكلة هي نفسها عند الجنسين ولكن باختلاف الرؤية والأعراض.
الرجل: عجز جنسي.....ضعف جنسي.......عنة.... ،،
ويعكسه في المعنى الشبق الجنسي......
أما عند المرأة فيسمى البرود الجنسي أو البرود العاطفي.... وقد تظهر
المشكلة بشكل معاكس هو (الشبق الجنسي أو الجنون الجنسي) الذي يوجد عموما عند
النساء ويطلق عليه Hymphmania وعند الرجل ويطلق عليه (الدموية الجنسية)
Satyriasis.
إن الجنس السليم في الجسم السليم هو محور الموضوع الذي نركز عليه برؤيتنا
للعملية الجنسية لان العملية هي وليدة تفاعل الجهاز العصبي والحركي والحسي
والتناسلي لتولد كلها عملية جنسية ناجحة، فالعملية الجنسية تبدأ أولا
بالاستثارة أو ما يسمى الإثارة الجنسية وهي أما عن طريق الشم فكم من رائحة
أنثوية جميلة أثارت بنا أحلام جميلة والآن تعزف بعض الشركات والمختبرات
العالمية على إيجاد عطور تحفز الإثارة الجنسية، والثانية هي عن طريق النظر
فكم من لون يثيرنا ويكون مميزا لبعضنا في الاستثارة الجنسية وبعضهم يثار في
النظر إلى أجزاء أو تقاسيم من جسد المرأة أو الرجل، والحاسة الثالثة هي
حاسة السمع فالكلام المعسول أو الجميل أو الصوت الرخيم يثير البعض عن بعد
ولذلك قيل في الحكم إن الأذن تعشق قبل العين وبعضهن أو بعضهم يثار لكلمة
تودد أو عشق لتصل الإثارة إلى مستواها الأعلى، والحاسة الرابعة هي اللمس وهي
حاسة الرقة لأماكن محددة سلفا ومعروفة للإثارة الجنسية ولتحفيز عملية الوصول
إلى اللذة المبتغاة من العملية الجنسية. وهنالك خاصية الحلم أو التخيل وهي
خاصية تحفز عن طريق الجسم الصنوبري الموجد قرب مركز النظر والسمع في الجزء
الخلفي من الدماغ وقد أثبتت الدراسات العلمية إن استثارته أثناء الليل
نتيجة زيادة الأشعة البنفسجية المعكوسة من القمر وتكون قيمتها القصوى في
أيام اكتمال القمر أو ما يسمى الأيام البيضاء ولذلك نرى إكثار العشاق من
وصف القمر في أشعارهم وخطابتهم وهذه الأحاسيس المثيرة كلها تحول إلى رغبة
في المخيخ والفص الأمامي من الدماغ الذي يحولها إلى إشارات عصبية عبر الحبل
الشوكي في العمود الفقري وبدوره إلى الأعصاب الإرادية واللاإرادية إلى
القضيب ليحافظ على انتصابه وهنالك أيضا شارات هرمونية عبر الغدة النخامية
التي تحفز
الغدة الدرقية والمجاورة للكلية والخصيتين بالنسبة للرجل والثدي
والمبيض والبظر بالنسبة للمرأة وهنالك تفاعلات أخرى موقعيه في الجهاز
التناسلي في القضيب والمهبل عبر إنزيمات وهرمونات لزيادة تدفق الدم إلى
الأعضاء فالبنسبة للقضيب هنالك غرفة وريدية يجب إن تملا بالدم عبر الشريان
والأوردة وتغلق عبر صمامات وهي بحاجة إلى جهاز دوراني سليم لإتمام عملية
الانتصاب. إن الصورة التشريحية للقضيب يمكن إن تعطينا فكرة عن تداخل
الأجهزة الجسمية المختلفة لإتمام عملية الانتصاب.
Updated: 02-09-2017