
تقييم المرضى المسنين الذين يشكون بألم البطن يمثل تحديا صعبا لأطباء
الطوارئ, وسوف تصبح هذه المشكلة متزايدة مع النمو في عدد السكان المسنين,
ويمكن اعتبار عمر 60 عام هو بداية العمر الذي يقيم فيه ألم البطن عند
المسنين, وتشير الدراسات إلى أن 50% من مرضى ألم البطن الذين ذهبوا لأقسام
الطوارئ على الأقل تم إدخالهم المستشفي, وأن 30–40% تم إجراء جراحة لهم
تتعلق بالسبب التحتي لألم البطن, وقد بينت هذه الدراسات أيضا أن نحو 40% من
هذه الحالات تم تشخيصهم بالخطأ ليساهم ذلك في المشاركة
في التسبب بمعدل الوفيات الإجمالي الذي كان نحو 10% من حالات ألم البطن عند
المسنين, وقد تحسنت هذه النسبة حاليا بسبب التقدم في وسائل التشخيص
واستخدام أشعة الموجات فوق السمعية والأشعة المقطعية وما ترتب على ذلك من
تغيير في العلاج, وقد بينت الدراسات التي أجريت بعد استخدام هذه الوسائل أن
نحو 60% من حالات ألم البطن عند المسنين تم إدخالهم المستشفى, وأن 20%
أجريت لهم جراحة خلال أسبوعين من دخولهم المستشفى, وأن 5% من مرضى ألم
البطن من المسنين حدثت لهم وفاة.

والعديد من العوامل تساهم في صعوبة التشخيص
وارتفاع معدل حدوث المضاعفات التي تحدث عند المسنين, فالوظيفة المناعية
تميل إلى الانخفاض مع التقدم في السن, كما أن العديد من المرضى المسنين
يكون لديهم أمراض تحتية مثل
مرض السكر أو
الأورام الخبيثة مما يزيد من قمع المناعة, وأيضا يكون لدي هؤلاء المرضى
أمراض تحتية بالقلب
والأوعية الدموية والرئتين والتي تخفض من الاحتياطي الوظيفي physiologic
reserve ويهيئ لحدوث حالات مثل التمدد الوعائي بالشريان الأورطي البطني
وإقفار المساريق mesenteric ischemia, وكذلك فإن المرضى المسنين يحدث لديهم
ارتفاع لمعدل حدوث أمراض تحتية دون ظهور أعراض, وما
يصل إلى نصف المرضى المسنين يكون لديهم
حصوات بالمرارة كما أن النصف يكون لديه رتوج diverticula, ونسبة 5–10%
منهم يكون لديهم تمدد وعائي بالشريان الأورطي البطني.
وفهم أن المرضى المسنين يكون لهم أعراض وعلامات مختلفة عن نظرائهم من
المرضى غير المسنين يكون من الأشياء التي تمثل أهمية, فالمرضى المسنين
يميلون للبقاء فترة أطول قبل البحث عن المساعدة الطبية, كما أنهم يشكون -
أكثر من نظرائهم من المرضى – بأعراض غامضة وأثناء فحصهم
تكون العلامات المرضية غير محددة, والعديد من المرضى المسنين
يكون انتباههم أقل, مما يسمح للمرض أن يتقدم إلى نقطة خطرة قبل الشكوى من
أعراض, والمرضى المسنين الذين يحدث لهم التهاب بريتوني حاد acute
peritonitis قد لا توجد لديهم العلامات التقليدية مثل الإيلام الارتدادي
rebound tenderness والصلابة الموضعية local rigidity كما قد لا يحدث لهم
ارتفاع بالحرارة أو زيادة بكريات الدم البيضاء أو ارتفاع مستوى
البروتين التفاعلي سي c-reactive protein, كما أن الألم يكون عندهم أقل من
المتوقع في أمراض معينة, وبسبب هذه العوامل فإن العديد من المرضى بأمراض
خطيرة من المسنين قد يتم تشخيص أمراضهم بالخطأ كأمراض حميدة مثل
التهاب المعدة والأمعاء أو
الإمساك, كما قد يتم إدخالهم بالخطأ أيضا إلى الأقسام حيث توجد الخدمة
الغير مناسبة لحالتهم (مثل قسم الباطنة بينما يوجد احتياج لجراح), ولذلك
فإن التاريخ المرضي الشامل والفحص البدني الدقيق مع ارتفاع مؤشر الشك يكون لهم دور حاسم لتجنب التشخيص الخاطئ.
الرجاء عدم
إعادة نشر هذا الموضوع
حقوق النشر لهذا الموضوع محفوظة. يرجى عدم إعادة نشر هذا الموضوع كليا
أو جزئيا ، بأي شكل من الأشكال ، دون الحصول على إذن خطي من موقع صحة.
عدم الالتزام بذلك يعتبر تعدي على الحقوق ومخالف للقوانين والأعراف
الدولية والدينية. |
|