طفلك و الماء

طفلك و الماء
الماء مهم جدا لحياة الإنسان و بدونه لا يعيش أكثر من سبعة أيام, و إن تاه في الصحراء فإنه يموت من الظمأ ولا يموت أبدا من الجوع, ذلك لأن الماء أساسي لكل العمليات الحيوية التي تتم في الخلايا، و هو المذيب للمواد الغذائية المختلفة و للنفايات و لمكونات الدم و أملاح الجسم و مع تبخره من الجلد في العرق، و من الرئتين أثناء التنفس يساعد على تثبيت درجة الحرارة, كما أن الكليتين تستخدمانه لإذابة النفايات و التخلص منها في البول الذي تفزره.

و الطفل يحتاج إليه أكثر من البالغين حيث أنه يكوّن ما بين 70-75% من وزنه , بينما يكوّن عند البالغين 60% من وزنهم.



و الكمية اليومية اللازمة للطفل تساوي ما بين 10-15% من وزنه, أي أن الطفل الذي يزن 10 كجم يحتاج ما بين لتر و لتر و نصف من الماء يوميا يتناوله على شكل حليب أو سوائل أو عصير فواكه, أو مشروبات مختلفة بالإضافة إلى الماء الخفي الموجود في كل الأطعمة.

فلا يجب أن نبخل بإعطاء الماء أبدا خاصة في الأيام الحارة عندما يزيد الفاقد منه في العرق أو أثناء مرض الطفل بارتفاع في درجة الحرارة أو بإسهال لأن قلة الماء تسبب له الجفاف, و كل ما يترتب عليه من أضرار جسيمة.

طفلك و الماء


هل يحتاج الطفل الرضيع إلى الماء؟
يحصل الرضيع على الماء من الحليب بالدرجة الأساس, فنسبة الماء في حليب الأم, أو حتى في حليب القناني لا تقل عن 880 مل / لتر, هذا في الأحوال العادية, وفي الظروف المثالية..

والطفل الرضيع يفقد الماء أيضاً من منافذ مختلفة:

  • عبر الغائط, ونسبة الماء المفقود 3-10% من الماء المتناول يوميّاً.

  • عن طريق التبخر الحاصل من الرئة (عبر التنفس), أو من الجلد, وهنا قد تصل كمية الماء المفقود إلى نسبة 40-50%.

  • عن طريق البول, ونسبته لا تقل أيضاً عن 40% من الماء المتناول يومياً.

في الأحوال العادية, يكون هناك توازن ما بين الماء الداخل والماء الخارج في جسم الطفل الرضيع , أما إذا زاد الماء الخارج لأي سبب من الأسباب, مثل:

  1. الإسهال والتقيؤ: الذي يؤدي إلى زيادة فقدان الماء مع الغائط والقيء.

  2. زيادة التبخر, سواء بسرعة التنفس, كما يحصل في النزلات التنفسية, أو عن طريق الجلد, كما يحصل في البلاد أو الفصول الحارة.

  3. زيادة التبول, كما يحصل في بعض الأمراض المعروفة.

بما معناه إذا حدثت زيادة في كمية الماء المفقود من جسم الرضيع, لأي من الأسباب أعلاه أو غيرها , فإن التوازن الفسيولوجي الذي كان قائما ما بين الماء الداخل والماء الخارج سوف يختل حتما لصالح نقص الماء في جسم الرضيع, والذي لا يمكن السيطرة عليه إلا بأحد أمرين:

  1. إما وقف الأسباب الموجبة لفقدان الماء فورا … ولما كان هذا الهدف صعب التحقق بالسرعة المطلوبة في كثير من الأحيان, لذا نلجأ إلى

  2. العامل الثاني, وهو زيادة كمية الماء الداخلة للطفل الرضيع بإعطائه المزيد من الماء المعقم بين وجبات الرضاعة العادية.

وقد عانى عشرات من الأطفال الرضع من حمى الجفاف Dehydrated Fever, ومعظمهم حديثي الولادة لا تتجاوز أعمارهم الخمسة أيام, والسبب بكل بساطة هو: فقدان الرضيع لكمية كبيرة من الماء عن طريق التبخر في الصيف و الأجواء الحارة، مع عدم إعطاء الرضيع أية قطرة ماء (بناء على نصائح الجدة والجيران والأصدقاء أو حتى بعض برامج التلفزيون) يتزامن ذلك مع قلة تناول الرضيع لما يكفيه من الحليب في هذه الفترة بالذات (الأيام الأولى بعد الولادة) لأسباب مفهومة, منها: عدم وجود حليب في ثدي الأم من جهة, وقلة نشاط وقتي لمنعكسات المص والبلع لدى الرضيع نفسه من جهة أخرى.


ينصح الأمهات بإعطاء أطفالهن الماء, ولقد كانت دهشة الأهل عظيمة عندما كانوا يلاحظون أنه في اليوم التالي وقد حدث انقلاب كامل في كيان الطفل كله, وذلك باختفاء الحرارة العالية, وتحسن الرضاعة, وامتلاء الطفل بالنضارة والحيوية, بعد الخمول المخيف والذبول الواضح الذي كان يسيطر عليه.!!!


Updated: 02-09-2017




الصفحة التالية

صفحة البداية

الصفحة السابقة

تالي

البداية

سابق